الصين الشيوعة أم امريكا الديموقراطية؟ وفق مقاصد الشريعة وفقه الواقع

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله-:
(كما يقال ليس العاقل الذي يعلم الخير من الشر إنما العاقل الذي يعلم خير الخيرين وشر الشرين…) …(الفتاوى 20 / 54)

وقال:
(والشارع دائمًا يرجح خير الخيرين؛ بتفويت أدناهما، ويدفع شر الشرين؛ بالتزام أدناهما… (الفتاوى 23/182).

لماذا هذا القول منه رحمه الله ؟
لأن من لم يوازن الامر في الفعل والترك بالمصلحة الشرعية, وبالمفسدة الشرعية, فقد يدع واجبا, ويفعل محرما.

من أمثلة التفريق بين شرّ الشرين:
١- أن تفرق بين الشر الأصيل (الأكبر) المنبثق عن عقيدة كشرّ اليهود والرافضة والماركسية وهو ما يسمى بالشر الشرقي. والشر الطارئ (الأصغر) المنبثق عمّن تأثر بالشرّ الأصيل من الآخرين.

٢- أن تفرق بين الشرّ الأصيل الأكبر (اليهود، والرافضة والماركسية)، وشر طارئ أصغر منبثق عن هوى وشهوة. كشرّ النصارى أو ما يسمى بالشر الغربي الديمقراطي.

٣- أن تفرق بين الشرّ الأصيل الاكبر اعلاه، وبين شر الإسلام الثوري الاصغر ومنهم الخوارج وشر عامة اللصوصيين. فشرهم كله يعتبر شرا طارئا أصغرا عند المقارنة بالشر الاكبر.

٤- أن تفرق بين شر الكفر الناشئ بعد معرفة الحق وقصد الكفر ككفر اليهود وهو الأكبر. وشر الكفر الناشئ عمن أراد الحق ولكنه ضلّ ككفر النصارى، وهو الأصغر.

وعليه؛ هنالك صنفان من الناس:
١- من ينشغل في الدعوة أو الصراع السياسي عن الشر الأصيل المنبثق عن عقيدة (الشرق) مع علمه بوجوده، بالصراع مع الشر الطارئ المتأثر بغيره (الغرب).

٢- من ينشغل بالشر الأصيل المنبثق عن عقيدة (الشرق) مع عدم العلم به وعدم رؤيته كشر اليهود والرافضة والماركسية ، بالشر الطارئ (الغرب) الذي لا يرى غيره كشر النصارى.

و الصنف الأول هو الأسوء. كونه يعلم حقيقة الشرّ الاكبر ولا يجهله.

قال ابن تيمية رحمه:
(فلا يجوز دفع الفساد القليل بالفساد الكثير، ولا دفع أخف الضررين بتحصيل أعظم الضررين، فان الشريعة جاءت بتحصيل المصالح وتكميلها وتعطيل المفاسد وتقليلها بحسب الإمكان، ومطلوبها ترجيح خير الخيرين -إذا لم يمكن أن يجتمعا جميعًا- ودفع شر الشرين -إذا لم يندفعا جميعًا… (الفتاوى 23/ 343)

عدنان الصوص

والله أعلم.

١٢/٤/٢٠٢٠

Scroll to Top