المؤامرة الصينية للسيطرة على العالم

طوال فترة النهضة الصينية قبل ظهور وباء كورونا (كوفيد 19)، كان يصعب تخيل أن الصين بقيادة الحزب الشيوعي، هي لا تزال تتبنى أهداف الشيوعية الدولية إبان الحرب الباردة من القرن المنصرم، فلطالما كانت الصين تبدو رأسمالية دولة صناعية متقدمة، ويصعب تصور أن قيادتها الشيوعية ليست أكثر من بقايا من الشيوعية العقتية التي في طريقها للاضمحلال. لكن ما مدى حقيقة نهاية الشيوعية كخطر عالمي يحاول السيطرة على العالم؟ وذلك منذ بداية الإعلان عن نهاية الشيوعية وقت انهيار الاتحاد السوفياتي.

هل انتهت الشيوعية؟

من المشهور بأن نهاية الشيوعية كانت بنهاية الاتحاد السوفياتي، سواء على مستوى النظام الاقتصادي أو بالنظر إلى خطر انتشارها الدولي باعتبارها نظامًا شموليًا ديكتاتوريا شديد القسوة لدرجة تفوق النازية. ولكن لماذا لم يتم في العادة اعتبار نهاية دولة أو امبراطورية تحمل ثقافة أو أيديولوجية معينة بأنها أيضا نهاية هذه الأيدولوجيا؟ فعلى سبيل المثال هل تم إعلان نهاية الرأسمالية بنهاية الإمبراطورية البريطانية؟ وهل أُعلن عن نهاية الإسلام بسقوط الخلافة؟ إذًا لماذا يريدون لنا الاعتقاد بنهاية الخطر الشيوعي بسقوط الاتحاد السوفياتي؟ ولماذا لا يكون الخطر الشيوعي قد انتقل إلى دولة شيوعية أخرى مثل ما انتقل الثقل الرأسمالي من أوروبا إلى أمريكا في القرن العشرين؟

الخطة الشيوعية العالمية للسيطرة على العالم

لقد كانت الخطة الشيوعية البديلة للسيطرة على العالم بعد سقوط الاتحاد السوفياتي، هي بالاستفادة من إقامة أنظمة رأسمالية في الشكل ولكن شيوعية في الجوهر، وهذا تطور مهم يشابه تطورات الفيروسات والأوبئة، فالوباء الشيوعي العالمي في الواقع تظاهر بأنه قد انتهى ليصرف الأنظار عنه إلى خطر الإسلام عند العالم الغربي، وإلى خطر الغرب عند العالم الإسلامي، ويبقى هو ينتشر ويتغلغل بصمت متظاهرًا بأنه قد أصبح رأسمالًيا. فلو نظرنا إلى دولة الصين في السنوات الأخيرة، نجد أنها كانت تقترب تدريجيًا إلى شكل الأنظمة الشيوعية الشمولية، وتستفيد من الاقتصاد الرأسمالي الحر لبناء الدولة الشيوعية ذات القبضة الحديدية. وأخيرًا ظهرت الكثير من المؤشرات في أزمة وباء كورونا وحتى قبل ذلك في سعي الصين إلى حرب اقتصادية مع أمريكا.

أيهما أفضل؟ عالم تقوده أمريكا أم الصين؟

لا شك أن الكثيرين سيقولون: “وماذا لو الصين حكمت العالم؟ ما المشكلة؟ ألسنا نريد التخلص من الهيمنة الأمريكية؟” لكن هل من المعقول أن تكون عقلية البعض مثل عقلية العبيد ولا تطمح إلى أكثر من استبدال السيد بسيد آخر؟! ولماذا كانوا ممتعضين من استفراد أمريكا بعد سقوط الاتحاد السوفياتي وملأوا الدنيا بالدعوة إلى عالم متعدد الأقطاب؟ والآن عندما يلوح في الأفق خطة صينية شيوعية للاستفراد بالعالم نجد نفس هؤلاء يهللون ويفرحون؟ فأين دعواتهم إلى التعدد في السيطرة الصينية؟ إليت السيطرة الأمريكية على الأقل فيها تعدديةسياسية في الحزب الحاكم لديهم، بينما الصين لا تقيم وزنًا لحرية الأديان وتضطهد المسلمين في إقليم سينكيانج وتحكم بقبضة حديدية. فماذا ننتظر منها؟

حلاصة القول: لا زلنا نعيش حقبة الخطر الشيوعي، بل هو الآن قد تطور وأصبح يتخفى وراء أقنعة رأسمالية حقيقية، ويخفي جوهره الفتاك الخطير على البشرية بأسرها، فهو خطر ساحق ماحق إذا ما قورن بالخطر الغربي والاستعماري، فغاية هدف الاستعمار هي السيطرة على ثروات الشعوب. في حين أن الخطر الشيوعي يستهدف تحويل الشعوب إلى عبيد تترحم على الاستعمار. لكن الشعوب الحرة يجب أن يكون طموحها هي النهوض والتخلص من كل من الاستعمار والشيوعية وإقامة علاقات ندية متوازنة، وعدم السماح للدول الكبرى خاصة الشيوعية المجرمة بالسيطرة على العالم.

زاهر طلب

11/4/2020

المؤامرة الصينية للسيطرة على العالم

2 فكرتين بشأن “المؤامرة الصينية للسيطرة على العالم

  1. لا شك ان الشرق الاحمر ، اخطر من الغرب الاصفر.

    وذلك لامكان الانسان في الغرب الحفاظ على هويته وعقيدته وماله وعرضه وارضه ممتلكاته، تلك التي لا يتمكن من الحفاظ عليها مجتمعة ام متفرقة في الانظمة الشرقية الحمراء.

التعليقات مغلقة.

تمرير للأعلى