في الإدارات يوجد مفهوم: الاحلال الوظيفي…

يعني حين يتقاعد أصحاب الخبرة يستلم مكانهم من هو متمكن من الوظيفة ليستمر في أداء الشركة أو المزرعة أو المدرسة أو الوزارة أو الولاية العامة بالشكل المطلوب أو المرضي..

وهكذا الأمر على مستوى الأمة..

فإن لم يبدأ المجتمع من النفس والبيت بالتغيير للأفضل ليعطي جيلا صالحا بعد جيل، فكيف ستتم عملية الإحلال الوظيفي للفاسدين بشكلها السلس أو الطبيعي.

أما استعمال القوة فليس هو الحل ابتداء. ودوره قد يأتي في مرحلة معينة يتم فيها تمسك فئة حاكمة ظالمة مستبدة صغيرة الحجم والقوة بمقاليد الحكم، وذلك كون الاحلال وصل الى القيادات العليا في مراكز القوة والتأثير كالجيش والوزراء والنواب والاجهزة الأمنية والمؤسسات المدنية والنقابات المهنية وأصحاب رؤوس الأموال والشركات الضخمة والإعلاميين …

فاذا تم ذلك بدرجة كافية من خلال الإحلال عبر الأجيال يتم طبيعياً عزل تلك الفئة الفاسدة عن المجتمع، فحينها إما أن تطبق تلك الفئة ما تريده الأمة وتنصاع لرغبتها او تلقى مصيرها.

وهذا ما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة إذ تمت عملية الإحلال الوظيفي بطريقة سلسة ولكنها اعتمدت على الدعوة الى الله.

فكيف لو اجتمع لأجل الإحلال أناس يملكون الإخلاص والجهد القوي في الدعوة الى الله، وزمن طويل نسبيا استمر لأكثر من جيل؟

(إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ).

عدنان الصوص

٢١/٩/٢٠١٨

Scroll to Top