الحكم على الغالب.. ووجود فئة قليلة مخالفة لا ينسف الحكم العام..

انظر الى قوله تعالى في حق اليهود…

“فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً ۖ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ ۙ وَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ ۚ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىٰ خَائِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (13)”.

ففي قوله تعالى.. وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىٰ خَائِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ…

ما يدل على أن ثمة فئة قليلة من اليهود لم تتورط فيما تورط فيه عامتهم من الخيانة والغدر والكذب..

فإن قلنا بأن اليهود هم أشد الناس عداوة للمؤمنين كما ذكر القرآن الكريم… لا يعني ذلك عدم وجود فئة منهم لا تشارك اليهود في هذه الصفة…

ولكن السمة العامة فيهم أنهم أشد الناس عداوة للمؤمنين..

والقاعدة عادة تطلق على الغالب… وللقاعدة استثناء لا تتأثر به.

فلا يمنعنّك وجود الاستثناء التمسك بالقاعدة الكلية. فإن هذا الفعل من الزيغ.

والله تعالى أعلم.

٢/٥/٢٠١٨

عدنان الصوص

Scroll to Top