دروب في التأويل والتبرير…

بداية أُذكّر بأن من احب شخصاً؛ أحب دوام وجوده امام عينيه وجبّ عنه وستر زلاته وبرّر سوءاته.

لماذا هذا الخُلق أو التخلّق؟

لأن الشخص المُحبّ للمحبوب يرى من خلال معتقده، او تصوره، او ثقافته، أن وجود هذا الشخص المحبوب وبقاء حياته مع ما فيه من النقص أهون عليه من فقدانه بالكلية، فيقبل بما فيه من وجود النقص بل يتعايش معه ويبرره له او تأوله.

او كون فقدان المحبوب بالكلية أشد ضررا عليه من بقائه على علاته، فتراه يسارع للدفاع عنه والتأّول له أملا في بقائه حياً او قائماً.

فإن انتقلنا من التمثيل بالأشخاص إلى الأنظمة فان لها نفس الحكم.

فهذا الشخص لحبه للانظمة الماركسية والبعثية يتأول سلبياتها، وذاك يتأول للانظمة العلمانية او الليبرالية، وآخر يتأول للأنظمة الاسلامية.

ومن أعجب العجب أن يتأول شخص مسلم سني يؤمن بالكتاب والسنة للانظمة التي ترفع لواء البعثية الاشتراكية، أو العلمانية والليبرالية، أو الرافضية ويبرر فسادها، ولا يقبل التأويل والتبرير لدولة إسلامية سُنيّة !!!!

فالسعودية والاردن واخواتهما اولى بالمناصرة والتأويل والتبرير من ايران وتركيا وسوريا وروسيا.

والتبرير لزعماء الدول السنيّة اولى كذلك من التبرير لعبد الناصر وصدام حسين وجيفارا وستالين والخميني ممن قضوا أو ممن سار على نهجهم.

فأشنع دروب التأويل من يتاول لرايات الكفر البواح من جهة، ويرفض ذلك لرايات الدول السنيّة.

هذا والله اعلم.

٢٩/١/٢٠١٨

عدنان الصوص

دروب في التأويل والتبرير…
تمرير للأعلى