ومن التنطع ما هو في التحليل السياسي، كما هو في العقائد والعبادات والكلام

فكل من ترك القطعي من المواقف او التصريحات او الافعال، وترك دلالاتها ومفهومها الظاهر في التحليل السياسي، وذهب بحجة الفهم العميق الدقيق للمسائل، ذهب لأجل استنباط الاحكام والتحليلات السياسة الى كل ما يعارض ذلك القطعي الظاهر في المفهوم والدلالة ، فاعتمد على الروايات المنسوبة الى مجاهيل، او ممن هم مشهورون بالكذب، او الى مانسب للاجتماعات السرية، او بعص الآراء الشخصية فقد تنطع، ومن تنطّع هلك.

فالأصل في التنطع:

أنه التعمق في الشيء، والمتنطعون هم المتعمقون الذين يخرجون عن حد الاتزان، والدعاء عليهم في الحديث الشريف بالهلاك دلالة على ذم ما هم فيه من حال التنطع، أو هو إخبار عن هلاكهم في الآخرة كما قال بعض العلماء.

ففي الحديث: (هلك المُتنطعون).

جاء في “النهاية في غريب الحديث والأثر” لابن الأثير:

“(هلك المتنطعون) هم المتعمقون المغالون في الكلام، المتكلمون بأقصى حلوقهم. مأخوذ من النطع، وهو الغار الأعلى من الفم، ثم استعمل في كل تعمق، قولا وفعلا”.

فالتنطع نوع من التطرف في الفكر والقول والبعد عن الوسطية.

فمن ترك القطعيّ الظاهر في الدلالة في تحليله للواقع، وأخذ بالظنيّ من الأخبار او الكذب فقد تَنطّع. ومن تنطّع هلك.

٣/٢/٢٠١٨

عدنان الصوص

Scroll to Top