هل الصراع مع الانظمة الحاكمة هو الوسيلة الناجعة للتغيير؟

لو كان الصراع مع الانظمة الحاكمة هو الوسيلة الناجعة للمسلمين ابتداء لتغيير أحوالهم من الذل الى العز، ومن الانهزامية إلى التمكين والنصر…

لو أن ذلك كان كذلك؛ لما قامت المبادئ الثورية الصهيونية ومنتاجاتها الماركسية والخمينية باشغال المسلمين وغيرهم بمحاربة فساد الحكومات والأنظمة المستهدفة في كل ملة من الملل.

فاليهود حسب التوراة والتلمود، يريدون السيطرة على العالم كله واستبعاد الأمم جميعا.

ولا يتم لهم ذلك إلا بإسقاط انظمتهم. ولا يتم إسقاط أنظمتهم ما داموا يثقون ويدافعون عنها.

فسعوا إلى نشر الفساد في الأرض وفي الحكومات المستهدفة كلها بشتى الطرق ليسهل عليهم دق الاسافين بين الحاكم والمحكوم.

فاذا تم لهم ذلك؛ شغلوا الناس بفساد تلك الأنظمة من خلال الصراع السياسي معها بحجة إقامة العدالة الاجتماعية ومحاربة الفقر و الفساد.

حتى إذا نضجت الفكرة القائلة : إنه (لا خلاص من الفساد إلا بالخلاص من المفسدين)، ولا خلاص من المفسدين إلا بالخلاص من الحكومات التي تحميهم)، (ولا خلاص من الحكومات إلا بالخلاص من راس النظام الملكي أو الإسلامي أو المحافظ) المستهدف، (ولا خلاص من النظام ورأسه الا بالثورة) ، وأشربت الشعوب تلك الفكرة.

يكون بذلك قد تم لهم شحن الامم او الامميين وبرمجتمهم للتحرك في صراع مادي لإسقاط النظام الذي يحمي الفاسدين.

فتتحرك أمواج الشعوب التي تتطلع إلى الحرية – حسب ما أقنعوا – لإسقاط نظامهم.

فإن تم لهم ذلك وسقط النظام الفاسد وجاء اصحاب الشعارات الرنانة الطنانة ليحكموهم؛ فإذا بهم يصرخون من جديد (يا ويلنا كيف كنا واين صرنا)… ؟؟؟

فحينها يدركون المعنى الحقيقي للفساد واستبعاد العباد والجوع والفقر والظلم ، ويتمنون الرجوع إلى النظام الذي كانوا قد لعنوا.

إذن لو كان الانشغال بالصراع الثوري مع الانظمة الحاكمة لإزالة فسادها هو الطريق القويم للتغيير المنشود وللعيش الكريم الآمن للشعوب؛ لما نصت عليه بروتوكولات حكماء صهيون ولا نص عليه البيان الشيوعي قولا وعملا ولا رفعته الثورة الخمينية بيانا وسنانا، من جهة. ولنص عليه الكتاب والسنة من جهة اخرى.

ولكن نرى أن الكتاب والسنة وجهت الناس للعمل على تغيير الأنفس البشرية لأجل حصول التغيير المنشود. وطالبت بالصبر على الأذى والظلم والقهر مع التقوى والعمل الصالح.

والله اعلم.

١٢/١٠/٢٠١٧

عدنان الصوص

Scroll to Top