السديس…

إسرائيل طالما صرحت أنها هي وحليفتها أمريكا تسعيان لتحقيق الأمن والسلام العالميين، وتقفان جنبا إلى جنب ضد الإرهاب. وهذا الأمر منها بعيد عن الحقيقة إذ هي لا تحيا إلا في بؤر التوتر والنزاعات والحروب .

قال الله تعالى.. (كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فسادا.)..

بل هي وأقصد (الصهيونية) أنتجت أفكار ماركسية وتحريرية وخمينية متخصصة ودعمتها لإسقاط الرأسمالية الإمبريالية وعلى رأسه أمريكا ومن حالفها من بقية العالم وخاصة الأنظمة الملكية.

اي أن لاسرائيل سياستان مع أمريكا.. أو خطابان.

خطاب ظاهري ناعم حليف مخادع يسحر العقول السليمة فضلا عن الغثائية.

وخطاب يقوم على سياسة شحن العقول وبرمجتها ضد الغرب الرأسمالي وخاصة أمريكا؛ كون أمريكا من وجهة نظر الصهيونية لا تسمح لإسرائيل بالتوسع حاليا في الأرض العربية إلا بوجود مبررات مقنعة من جهة. وتعمل على إنهاء بؤر التوتر والنزاع العربي الإسرائيلي من جهة أخرى. وهذا ضد أهداف اليهود ومخططاتهم التوسعية الرامية لاستعباد البشر .

وقَلّ من الناس من يمايز او يفرق بين هاذين الخطابين، فيرى الخطاب الأول التي تتظاهر به اسرائيل امام العالم على انها حليف استراتيجي لا خلاف ولا كدر فيه مع امريكا، وينسى الخطاب الثاني القائم على سياسة هدم الكيان الأمريكي… فتتضخم لديه فكرة أن الصهيونية وأمريكا هما وجهان لعملة واحدة على حساب الخلاف الجذري بينهما على الرغم من وجود الدعم الامريكي الكبير للحفاظ على أمن إسرائيل.

فمن أدرك هاتان النقطتان من الساسة والزعماء وغيرهم اعتدل تعامله مع أمريكا، ما ابتعد عن المؤثرات الخارجية، وخاصة الماركسية منها والتحريرية التي أقامت فكرها على الصراع مع الغرب دون الشرق.

وعليه…

حين يأتى قائد أو زعيم أو عالم أو سياسي يتعامل مع أمريكا على أنها ليست شر محض، ولا هي خير محض وأن لها ما لها وعليها ما عليها…. يقف البعض ضده مثل السكارى من شدة انكارهم عليه ومعاداتهم له. ظنا منهم أنه أتى من الإثم البين المبين، وهدم ثابتا من الثوابت العظام الذي لا تغفر له لأجله حسناته حتى لو كانت كالجبال.

والله أسأل التوفيق والسداد والرشاد.

للمزيد

اقرأ كتابي المنابر الإعلامية

وكتابي حزب التحرير والتضليل السياسي

١٩/٩/٢٠١٧

عدنان الصوص

السديس…
تمرير للأعلى