ابن تيمية والتفريق بين الشرين

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله-:

(كما يقال ليس العاقل الذي يعلم الخير من الشر إنما العاقل الذي يعلم خير الخيرين وشر الشرين…) …(الفتاوى 20 / 54)

وقال:

(والشارع دائمًا يرجح خير الخيرين؛ بتفويت أدناهما، ويدفع شر الشرين؛ بالتزام أدناهما… (الفتاوى 23/182).

لماذا هذا القول منه رحمه الله ؟

لأن من لم يوازن الامر في الفعل والترك بالمصلحة الشرعية, وبالمفسدة الشرعية, فقد يدع واجبا, ويفعل محرما.

من أمثلة التفريق بين الشرين:

أن تفرق بين الشر الأصيل المنبثق عن عقيدة كشر اليهود والرافضة والماركسية وهو ما يسمى بالشر الشرقي . والشر الطارئ المنبثق عمن تأثر من الآخرين، أو شر طارئ منبثق عن هوى وشهوة. كشر النصارى أو ما يسمى بالشر الغربي الديمقراطي ، وشر الإسلام الثوري ومنهم الخوارج وشر عامة اللصوصيين. فشرهم كله يعتبر شرا طارئا.

وكذلك أن تفرق بين شر الكفر الناشئ بعد معرفة الحق وقصد الكفر ككفر اليهود. وشر الكفر الناشئ عمن أراد الحق ولكنه ضلّ ككفر النصارى.

وعليه؛ من الناس من ينشغل في الدعوة أو الصراع السياسي عن الشر الأصيل المنبثق عن عقيدة (الشرق) مع علمه بوجوده، بالصراع مع الشر الطارئ المتأثر بغيره (الغرب).

ومنهم من ينشغل بالشر الأصيل المنبثق عن عقيدة (الشرق) مع عدم العلم به وعدم رؤيته كشر اليهود والرافضة والماركسية ، بالشر الطارئ (الغرب) الذي لا يرى غيره كشر النصارى.

و الصنف الأول هو الأسوء.

قال ابن تيمية رحمه:

(فلا يجوز دفع الفساد القليل بالفساد الكثير، ولا دفع أخف الضررين بتحصيل أعظم الضررين، فان الشريعة جاءت بتحصيل المصالح وتكميلها وتعطيل المفاسد وتقليلها بحسب الإمكان، ومطلوبها ترجيح خير الخيرين -إذا لم يمكن أن يجتمعا جميعًا- ودفع شر الشرين -إذا لم يندفعا جميعًا… (الفتاوى 23/ 343)

والله أعلم.

١٥/٨/٢٠١٧

عدنان الصوص

Scroll to Top