يللي بيركن على أمريكا بيركن على حيطة مايلة

كتبت فيما سبق ولا زلت أقول…

يللي بيركن على أمريكا بيركن على حيطة مايلة…

لماذا؟

ذلك نتيجة لطبيعية واقع الأنظمة الديموقراطية الغربية التي تسمح لكافة الأطياف الفكرية من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار؛ بممارسة حقها في الصراع السياسي وخوض غمار التسابق نحو السلطة العليا ومراكز النفوذ فيها.

وإذ الأمر كذلك؛ فإن الإختراق الناعم في القرار الأمريكي لصالح العرب والمسلمين أو ضدهم، شيئ متوقع بحسب قدرة العرب والمسلمين، أو قدرة أعداء العرب والمسلمين من صهاينة وخمينيين واشتراكيين وعلمانيين في التأثير والمشاركة في مراكز النفوذ والتوجيه الأمريكية.

وعليه؛ فإن أعداء الدول السنية المعتدلة كالأردن والسعودية مثلا ممن هم داخل امريكا، وكذلك أعداء الدول غير الماركسية بالعموم؛ سيوجهون القرارات الأمريكية بقدر ما استطاعوا ضد مصالح هذه الدول؛ وقد يصل الأمر بضغطهم إلى جعل أمريكا تتخلى عن أصدقائها في الوقت الحاسم؛ خاصة خلال قيام الثورة ضد النظام الصديق لأمريكا، كما حصل لشاه إيران والرئيس المصري المخلوع مبارك. فكانت النتيجة ضد المصالح الامريكية.

ومن صور الاختراق كذلك أن سبق للادارة الأمريكية أن تدخلت – بحجة محاربة النازية – لصالح ألد أعدائها الشيوعيين في الاتحاد السوفييتي في الحرب العالمية الثانية. وكذلك استخدام القنبلة النووية ضد اليابان يأتي ضمن هذا السياق الذي هز سمعة أمريكا في العالم.

ومع كل ذلك؛ ليس من الحكمة في هذه الأيام نشر مثل هذه التوجسات من المواقف الأمريكية الارتجالية المتوقعة على الملأ وتكرارها خاصة من قبل المشاهير من القيادات ووسائل الإعلام المؤثرة، بحيث تشكل رأيا عاما، فإن ذلك يضر بالقضايا الإسلامية السنية ويضر بأصدقاء أمريكا في العالم ممن يعادون المواقف الثورية الخمينية واليسارية والداعشية. إلا إذا كانت مدروسة النتائج دراسة واعية تٌجلب فيها المنافع وتٌدرأ فيها المفاسد حقيقة لا وهما.

وعليه يجب التعامل مع السياسة الامريكية بطريقة تجلب المنافع، وتدفع المفاسد المتوقعة بالحكمة والدبلوماسية القائمة على مبدأ احترام سيادة الدول واستقلالية قرارها وحفظ أمنها؛ وإلا ستكون النهاية بأسرع ما يمكن تصوره إن لم نفعل ذلك.

ولكي نقلل من هذه التخوفات يجب أن يَفهم الغرب، أو أن نُفهمه أن تخوفه يجب أن لا يكون من الإسلام،- كما يريد اللوبي الصهيوني والاشتراكي والمتعلمن تصويره لهم – ولكن؛ مرده بسبب القرارات والأفعال الدكتاتورية والإرهابية المدسوسة على الإسلام من قبل من يدعون الإسلام، أو ممن يستغلون ظروفا وفتاوى معينة ملجئة قامت بها الأمة الإسلامية لدفع مفسدة أعظم؛ يصورونها للغرب على أنها قرارات ثابتة تمثل روح الإسلام ابتداء.

١١/٧/٢٠١٧

عدنان الصوص

Scroll to Top