القاعدة وحزب التحرير في ميزان عواقب التاريخ

ذكرت في موضوع سابق بأن التاريخ وعواقبه العاجلة والمتأخرة لأنه يسير بأمر الله وقوانينه وعدله سبحانه وتعالى، فإنه يُعد من المراجع لمعرفة الحق من الباطل والتأكيد عليه، ففي موضوع إثبات بطلان منهج حزب الله والقاعدة الإرهابي، وبطلان مبادئ التكفير والتفجير، قد كتب فيه كثير من العلماء والمفكرين بأدلة من الكتاب والسنة وأدلة من الواقع، وإذا كان كل ذلك لم يكفي، فإن أدلة العواقب التاريخية أيضا تصب في نفس النتائج، وهي أنهم دعوة باطلة ودعوة إرهابية لا تمت للإسلام الحقيقي بصلة.

 

القرآن يحث على دراسة التاريخ:

“قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق” [العنكبوت:20].

“أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أكثر منهم وأشد قوة وآثارا في الأرض فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون [غافر:82].

“ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون” [السجدة:21].

فأرسلنا عليهم ريحا صرصرا في أيام نحسات لنذيقهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أخزى وهم لا ينصرون” [فصلت:16].

وقد يسأل البعض كيف يثبت التاريخ صحة من بطلان دعوة من الدعوات، الجواب بمثال المقارنة بين دعوات مدعي النبوة الكذبة في فترة حروب الردة وقصص الأنبياء الصادقين، فقد أثبتت العواقب التاريخية الراسخة مثل الجبال بأن دعوات الأنبياء الصادقين المذكورة قصصهم في القرآن وفي التاريخ القديم من مثل نوح وصالح وشعيب وموسى وعيسى ومحمد عليهم جميعا الصلاة والسلام بأن الله ينصرهم وينصر دعوتهم وتنتشر في الأرض، ويرث أتباعهم الأرض وينزل العذاب بالكافرين الذين كذبوهم، هذه حقيقة ثابتة على مدار التاريخ تصديقا من الله لهم، في حين أن مدعي النبوة جميعهم نزل بهم الخزي والعار وأثبتت الأحداث كذبهم ونزل العذاب عليهم وعلى أتباعهم، وانتصر عليهم محاربوهم.

ونفس الأمر يحدث في الدعوات العلمية الدينية الجديدة، فإذا كانت دعوات بدعية ضالة كالخوارج القدماء والمعتزلة القائلين بخلق القرآن والفلاسفة وغيرهم، فإنهم جميعا ولو انتشرت أفكارهم لمدة فذلك مثل الزبد الذي في النهاية تنفجر وتزول كالفقاعة ويندثر أتباعها، في حين أن دعوات العلماء المجددين الصادقين تنتشر وتستمر خيراتها وبركاتها وينصر الله أتباعها ويظهر الله الحق ويجدد الدين على أيديهم، قال تعالى: “كذلك يضرب الله الحق والباطل، فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض”.

فعلى هذا المثال لو وضعنا حزب التحرير وتنظيم القاعدة في ميزان التاريخ، ماذا سنجد؟ ما هي النتائج السريعة؟ وما هي النتائج المتأخرة؟ وكيف حكم التاريخ الذي يسيّره الله على هذه الدعوة وأفكارها؟ لنتابع معا المقال التالي إن شاء الله.

Scroll to Top