إن قصص دجاجلة المقاومة تتكرر كل حين على شعوبنا العربية العاطفية مرة بعد مرة، فلماذا في كل مرة ينخدع جزء كبير منا بهم؟ وإلى متى نظل بهذا الحال “مطلشة” لهؤلاء الدجاجلة الذين جميعهم عملاء ولكن سريون جدا لإسرائيل؟
ألا يجدر بشعوبنا العربية هذه المرة – ولو متأخرة – أن نرتفع بوعينا ولا نصدق أي ناعق يتغنى بالحديث الأجوف والخطابات النارية عن المقاومة وتحرير فلسطين؟ ولا أيضا بالحديث عن تحرير سوريا، فالعبرة الحقيقية ليست بمجرد الحديث الناري وتبادل الشتائم مع العدو، ولا ببعض مسرحيات المعارك الخاسرة في حقيقة الأمر، والتي يتم تحويلها إلى انتصارات وهمية بكثرة وتكرار الكذب والدجل في وسائل الإعلام، مثل حرب 2006 الوهمية بين حزب الشيطان وإسرائيل، وهي في الحقيقة حرب إسرائيل وهذا الحزب الدجال معا ضد لبنان والشعب اللبناني ولخداع جماهير الأمة العربية، وهذه قمة الاستغباء والاستهانة بعقولنا!
إن العبرة هي بالعمل الصادق والصائب والصامت، فمن يعمل يجب أن يعمل عملا صحيحا حسب القواعد الشرعية والعسكرية الصحيحة، لا بالمقاومة الكاذبة، ولا بالمقاومة غير المحسوبة التي يكون ضررها أكبر من نفعها كما تفعل حركة حماس، كما أن العمل الخالص لوجه الله لا يقوم صاحبه بالإعلان عنه والتفاخر به أمام الجماهير، فهذه صفات المرائين والمنافقين الذين يقاتلون رياء وسمعة، أما المجاهد الحقيقي في سبيل الله فهو من يقاتل لتكون كلمة الله هي العليا، ولتكون الحرية للشعوب، وليس للسيطرة على الحكم ولا بإقامة خلافة ديكتاتورية بقيادته الحصرية بلا أي اعتبار لرأي الشعب الذي ضحى كثيرا من قبلهم لنيل حريته كما تريد أن تفعل جبهة النصرة في سوريا.
فحسن نصر الشيطان مثل الطغاة المتاجرين سابقا بقضية فلسطين ففضحتهم الجغرافيا، فأما عبد الناصر فذهب إلى اليمن ليحرر فلسطين! وحافظ الأسد إلى حماة ولبنان! وصدام حسين إلى الكويت والسعودية! وها هي اللعبة التافهة تتكرر الآن وسوف تتكرر، لذا يجب علينا مستقبلا أن نوقف هؤلاء السفهاء الرويبضة عند حدهم قبل افتضاحهم، لأن افتضاحهم يكون دائما بعد فوات الأوان.
والسؤال الأهم هو إلى متى نظل شعوبا عاطفية ننخدع بكل ناعق ودجال؟ ثم نصحو قليلا ثم نعود مرة أخرة للغفلة فيخرج ناعق جديد فننخدع به مرة أخرى، فالأصل أن المؤمن لا يلدغ من جحر واحد مرتين، فكيف إذا كان حصل بنا لدغهم مرات عديدة؟ أما آن لنا أن نستيقظ يقظة جذرية ونقول لهم جميعا كفى لن تخدعونا بعد الآن؟