هل النظام الاردني مرتبط بإسرائيل؟

ثمة قانون قذر تستخدمه إسرائيل، فهي تمدح عدوها أو لا تظهر العداء له في وسائل الإعلام. ومن جهة أخرى تعادي في الظاهر صديقها المقرّب، وتصرخ في وجهه، وتبدي للغرب قلقها من جهته.

لكن للأسف فحين يقوم النظام الأردني على علاّته وعلى ضعفه برد مفسدة كبرى بأخرى صغرى ليبقى على قيد الحياة، ويُجنّب الأردن شر الأعداء والطامعين، فإن البعض منا بسبب التوجيه الإعلامي والإشعاعات، وبسبب وجود المفسدين في داخل النظام والتجاوزات والمحسوبيات والسرقات، يظن أنه نظام مرتبط بإسرائيل.

وهذه الحالة هي إحدى الحالات التي تعتبر في قاموس الحكماء من دقيق الكلام في السياسيات. لماذا؟

لأنه من الصعوبة الوصول للحقيقة بين شكلين من الأنظمة.

الأول هو نظام وطني متعاطف مع الإسلام لكن أصيب بحالة من الضعف والوهن، فقام وهو في حالة الاضطرار بما يراه الناس أنه مفسدة ليدفع ما هو أكبر منها وهم لا يدرون كونهم من الغثاء أو من المضللين اعلامياً.

والثاني هو نظام آخر منافق عدو للإسلام وللمسلمين عقيدة وسياسة على أرض الواقع، خلا من كل إيجابية إلا من بعض يافطات مرفوعة مزوقة بشعارات إسلامية أو شعارات المقاومة والتحرير.

فكيف للغثاء أن يفرق بين هذا وهذا وهو غثاء؟

فستجد أن عامتهم وهم كذلك سيتبعون الثاني وسيذمون الأول وهذه خطوة خطيرة تهدد أمنهم في الدنيا وفي الآخرة. لماذا؟

لأنهم بسبب غثائيتهم التي وصفهم بها الرسول صلى الله عليه وسلم، قد انخدعوا بالمنافقين فأيدوهم وتحالفوا معهم، وقاموا بذم أصدقائهم وعادوهم وانقلبوا عليهم.

وهذا الصنف من الناس كيف سيكون حالهم إذا ادركوا الدجال الاكبر؟!

فالسؤال:

هل النظام الاردني مرتبط بإسرائيل؟

قلت:

النظام الأردني ليس مرتبطا بإسرائيل، وفي نفس الوقت لا يمثل خلافة راشدة ولا خلافة إسلامية وليس معصوماً من الخطأ والكبائر فضلا عن الصغائر، ولا يحكم بكل ما أنزل الله.

النظام الأردني ليس مرتبطا بإسرائيل. ولو كان كذلك لما ترعرع في أحضانه الإخوان المسلمين والسلفيين وجماعة الدعوة والتبليع، وانتشرت فيه المساجد والدعوة الى الإسلام، ولما عيّن مفتيا للجيش وإماما وخطيبا ومسجدا لكل كتيبة.

النظام الأردني ليس مرتبطا بإسرائيل ما دام يضغط لإقامة الدولة الفلسطينية التي قيامها هو بمثابة العار بالنسبة لإسرائيل.

النظام الأردني ليس مرتبطا بإسرائيل ما دام يدافع عن الأقصى ويحتفظ بوصايته.

النظام الأردني ليس مرتبطا بإسرائيل. ولو كان كذلك لنادى منذ زمن بمعاداة السامية وتوعد بالقضاء على اليهود علانية من البحر الى النهر.

النظام الاردني ليس مرتبطا بإسرائيل. ولو كان كذلك لحذرت إسرائيل منه وتظاهرت كاذبة بالقلق من جهته، لتزيد من شعبيته.

النظام الأردني ليس مرتبطا بإسرائيل. ولو كان كذلك لأعلن الحرب ظاهريا على إسرائيل منذ سنين وأعطاها المبررات لاجتياحه وبمباركة غربية وأمريكية.

النظام الأردني ليس مرتبطا بإسرائيل. ولو كان كذلك لما وقع معاهدة السلام التي قطعت أحلام إسرائيل بالتوسع من جهة الأردن، فمزق بذلك صفحات في توراتهم.

النظام الأردني ليس مرتبطا بإسرائيل. ولو كان كذلك لما قاوم المد الشيوعي والاشتراكي والرافضي العميل والمنتج في الحقيقة من قبل إسرائيل.

النظام الأردني ليس مرتبطا بإسرائيل. ولو كان كذلك لتحالف مع الشرق وروسيا ومع إيران الخمينية ضد الغرب.

النظام الأردني ليس مرتبطا بإسرائيل ولو كان مرتبطا بإسرائيل لما تحرك ضده حقيقة كل من حزب الله وإيران وسوريا والكتلة الشيوعية عموما أولياء إسرائيل الخلّص.

إنها الايام الخداعات يا قوم، التي يكذب فيها الصادق، ويخون الأمين والعكس. مع التذكير بأن الصدق نسبي، والأمانة نسبية.

والحمد لله رب العالمين ،،،

انشره ولا تخف على سمعتك أيها المؤمن بما قرأ.

23/2/2013

Scroll to Top