دعوى عودة الحاكم المستبد العادل

(الحاكم المستبد العادل) تلك المقولة القديمة التي طرحها بعض الإصلاحيين، والتي كانوا من خلالها يمتدحون الحاكم العادل المستبد ويتمنون وصوله للحكم كمرحلة إنقاذ ضرورية تسبق سيادة الحياة النيابية التي رأوا فيها حلا أمثل عن الفوضى التي يعيشها العالم العربي في فترة الاستعمار. هذه المقولة استغلها اليساريون (القوميون العرب) فكانوا يضربون مثلا لذلك النوع من الحكم، بحكم الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه في حركة منهم مخادعة تغرر بالمسلمين وتجرهم لمرادهم هم بعيدا عن المبادئ التي أرسى الخليفة الراشد عمر رضي الله عنه حكمه العادل عليها. حيث زعموا بأن الرئيس جمال عبد الناصر كان هو الأجدر بهذا الوصف.

وأمام ذلك المشهد القديم، ويكأن تلك المقولة القديمة: (الحاكم المستبد العادل) قد بدأت تتجسد على أرض الإسلام بصورة ولون جديد، وبخلفية إسلامية سنّية هذه المرة بدلا عن الخلفية اليسارية، حيث بدأت تظهر في مصر وتونس وقد ظهرت في قطاع غزة من قبل. فها هم يرفعون شعار الإسلام في تلك البلاد وفي نفس يحكمون الناس حكماً استبدادياً (دكتاتورياً) انقلبوا به على الديموقراطية التي أوصلتهم لسدة الحكم.

فهل يستطيع الإسلاميون متابعة رحلتهم بنكهتها وثوبها الجديد على الرغم من الرفض الجماهيري الكبير لمسيرتهم هذه وتخوفهم من الانقلاب الابيض على الديموقراطية وتبعات ذلك؟ وهل مشابهة الإسلاميين لليساريين في هذه قد جاء من فراغ؟!

إن المطلوب في هذه المرحلة الدقيقة هو مطالبة الإسلاميين ممن رضوا ابتداءً بالمشاركة في النهج الديموقراطي كوسيلة للوصول لسدة الحكم في كل الاقطار، عدم الانقلاب على الديموقراطية بأي طريقة أو صورة من صور النفاق أو الخداع السياسي الذي كان يمارسه غير الإسلاميين وخاصة اليسار، مع التأكيد على أن نقض العهد أو الوعد مرفوض قولاً واحداً في الشرع الإسلامي والعرف الإنساني والقانون.

17/12/2012

Scroll to Top