شرع الله تعالى للمسلمين المنابر الإعلامية الموسمية، منها الأسبوعية ومنها السنوية كالجمعة والحج والأعياد وغيرها، منها على سبيل الحتم والإلزام، ومنها على سبيل الندب والاستحباب، مما فيه الكفاية للدعاة والمصلحين والموجهين أن ينهضوا بالأمة الإسلامية ويحموا بيضتها من فتن الشبهات والشهوات، فيجب أن يقولوا قولا سديداً من خلال فقه الواقع حقاً من حيث معرفة العدو عدواً، والصديق صديقاً، وفقه الشرع المبني على العلم المؤصل السليم والخلاف فيه، وفقه الأولويات.
فلو كانت مثلا هذه الاجتماعات والمنابر الإعلامية الموسمية مفروضة على الشعوب في الدول الثورية والاشتراكية، أو لو كانت متاحة للأحزاب الشيوعية والاشتراكية قبل وصولهم للحكم، لسيطروا على العالم بأسره في اقل وقت، رغم أن أفكارهم باطلة.
وعلى الرغم من مناهضة الديانات جميعها للفكر الماركسي إلا أنهم حققوا نتائج مذهلة، حيث حكموا حوالي نصف العالم، فضلا عن الأحزاب الماركسية التي تملأ الدنيا وفي كل دولة، على الرغم من افتقارهم لتلك المنابر التي تلزم الشعوب بحضورها أما فرضا أو استحبابا، فكيف سيكون حالنا نحن المسلمين عندما نحسن استغلال هذه المنابر في نشر القول السديد والنصح الرشيد للأمة؟ ولكن الأغلبية للأسف لا تحسن هذا الاستغلال.
ولهذا فقد وصفنا الرسول صلى الله عليه وسلم بالغثاء: (…..إنكم كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل))، وقد حان الوقت الآن للنهوض بالأمة والخروج نهائيا من هذه الحالة الغثائية، خاصة في ظل هذه التحديات والفرص الكبيرة أمامنا في هذا الزمن.