الثورة السورية والشرعية الثورية

إن الأفكار الثورية التقليدية التي تتحدث عن الشرعية الثورية وفرض أفكار الثورة بالقوة الدموية وما شابه ذلك، هي كلها أفكار من تراث الثورات الشيوعية والاشتراكية، من أمثال ثورة 8 آذار البعثية وثورة الفاتح من سبتمبر القذافية وثورة كاسترو وجيفارا الشيوعية في كوبا والتي يدعم نظامها الآن بشار الأسد، وهي أفكار ديكتاتورية باطلة ولا ينتج عنها إلا أنظمة إجرامية مثل نظام الأسد والقذافي.

إننا بحاجة الآن إلى شرعية ثورية حرة وليس دموية مثل الثورات الشيوعية أو الاشتراكية، نريد شرعية شعبية ديمقراطية، لكنها أيضا ترفض أفكار هيئة التنسيق وحزب التحرير وتنظيم القاعدة لأنها أفكار هدامة للثورة، نريد شرعية تسقط حزب البعث وكل أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية لأنها أحزاب ديكتاتورية إقصائية لا تؤمن بالحرية، إنها شرعية تقصي أعداء الثورة والشعب ولكنها لا تقتل إلا المجرمين فقط، ثم بعد الثورة تتحول إلى الشرعية الديمقراطية الدستورية وتسمح لكل الأطياف السياسية بالعمل بشرط التزامها الكامل بالديمقراطية والدستور، وتقصي فقط الأطياف المتحجرة أمثال قناة الدنيا وكل طيف أو حزب يرفض العمل تحت المظلة الديمقراطية.

لقد كانت شعارات الحرية والعدالة في الثورات الشيوعية والبعثية والاشتراكية هي مجرد شعارات كاذبة للضحك على الشعوب، وكانت الشرعية الفعلية فيها هي شرعية الإرهاب والإجرام والفتك والقتل بكل المخالفين للرأي لمجرد الاختلاف في الرأي!! ومن ضمنهم أيضا قتل رفاق الثورة، وكان من البديهي القول بأن “الثورة تأكل أبناءها”.

إن مثل تلك الثورات المتوحشة لم تنتج إلا أنظمة أسوأ مما سبقها بأضعاف مضاعفة، ولنا في التاريخ عبرة، فالنظام الشيوعي في روسيا قتل وأفقر وسجن وعذب واحتل دولا وأذل شعوبا أكثر من النظام القيصري بأكثر من ألف مرة، ولهذا فتلك الثورات ليست قدوة لثورتنا وصورة الثائر الديكتاتوري جيفارا ليست رمزا لنا.

في ثورتنا يجب أن يكون تطبيق الشعارات بصدق هو الأولوية حتى قبل سقوط النظام، بل من أول بدء الثورة، وذلك كي تكون حقائق راسخة وليست مجرد شعارات فارغة كشعار النظام الأسدي البعثي الكاذب “وحدة حرية اشتراكية”.

 

الثورة السورية والشرعية الثورية
تمرير للأعلى