عندما انفجرت الثورة السورية ناشدت جميع العرب على تويتر أن يولوها الأهمية القصوى ويقدموها على بقية الثورات العربية الأخرى! وكانت حجتي الكبرى هي أن جميع الثورات العربية ولدت وانطلقت بقوة ولم يعد بإمكان أحد أن يوقفها، في حين كانت الثورة السورية في مرحلة الولادة العسيرة، وهذا يعني بطبيعة الحال إعطائها الأولوية القصوى على بقية الثورات من حيث الاهتمام والدعم والرعاية المتواصلة..
اليوم أجد نفسي أطبق نفس المبدأ على الثورة السورية في دمشق..! فلقد لاحظت أن الجميع يعامل دمشق على قدم المساواة مع بقية المدن والمناطق السورية من حيث الاهتمام وهذه كارثة حقيقية على مصير الثورة السورية..!
إذ لا مجال للمقارنة بين دمشق العاصمة وبقية القطر السوري..! فدمشق هي العاصمة أولا وأخيرا، وهي المصير النهائي للنظام ومركز ثقله، وانفجار الثورة في دمشق يعني بداية النهاية الحقيقية للنظام..! وفي الفترة الأخيرة بدأ الشهداء يتساقطون فيها بكثرة..!
قد تكون قضية الاهتمام بالثورة السورية بدمشق قضية بديهية عند الكثيرين كونها العاصمة، لكن المهم في الحقيقية ليست هذه البديهية بل مبادئ وآليات تطبيق هذه البديهية..! والتي سوف ألخصها في بعض النقاط على سبيل المثال لا الحصر:
– عندما تقع أحداث دموية في درعا فإننا جميعا نوجه اهتماما لدرعا، وعندما تقع أحداث دموية في حمص فإننا جميعا نوجه اهتماما لحمص وهكذا دواليك مع بقية المدن والمناطق السورية ودمشق في المعية! وهنا يقع الخطأ الأكبر..! يجب ألا تكون دمشق ضمن ذلك “المتغير” لاهتماماتنا، فإن وقع فيها أحداث دموية اهتممنا بها وإذا لم يقع نذهب إلى مكان آخر!
يجب أن تكون دمشق هو ذلك “الثابت” لاهتماماتنا اليومية وليس المتغير أسوة بالآخرين..! يجب أن تكون متابعة الأحداث في دمشق متابعة “يومية” وبشتى الطرق..!
– أكرر ما سبق ذكره أن الثورة في دمشق لا تزال في مرحلة الولادة وهذا أمر له الأولية على بقية المناطق والمدن السورية التي انطلقت فيها الثورة بقوة..!
– عندما تصبح الثورة في دمشق مركز اهتمام الجميع بشكل “ثابت”، فإن الثورة فيها تكتسب زخما كبيرا جدا، فكلما زاد عدد المهتمين بها والدارسين لها والكاتبين عنها كلما قويت الثورة فيها معنويا ومعرفيا بل وحتى ماديا..! فالمتابعة الدقيقة للأحداث فيها هي قضية غاية في الأهمية و”بديهية”..! وهذا الأمر سوف ينعكس على كثير من الأمور منها:
* ظهور صفحة على الفيسبوك “متخصصة” بالثورة السورية في دمشق وريفها وهذا ما لا نجده على الفيسبوك..! فعلى الفيسبوك توجد صفحة تعاني الأمرين في محتواها وبالكاد يتعدى عدد معجبيها الألف..!
* تكثر المقالات التي تناقش الثورة السورية في دمشق وهذا ما نفتقر إليه إلى الآن على الانترنت..!
– الاهتمام بالثورة السورية في دمشق العاصمة يعطي الانطباع “البديهي” أن الثورة السورية وصلت مرحلتها الأخيرة، أي الصراع على العاصمة، وهذا الأمر غاية في الأهمية على الصعيد النفسي (على الأقل) للثوار والثورة الداعمين لها.. وهذا أمر لم يحصل بعد للأسف الشديد..!
* * * * * * * *
قضية الثورة السورية في دمشق قضية واسعة جدا بلا شك، ولن تستطيع هذه المقالة حصر كل شيء، ولهذا علينا جميعا المشاركة في هذه القضية الخطيرة، وأبسط شيء يمكن أن يقوم به القارئ هو سؤال نفسه هذا السؤال البسيط:
ما هي الأحداث التي حصلت في دمشق في آخر 24 ساعة؟ آخر سبعة أيام؟ آخر شهر؟ منذ بداية الثورة؟